تعرف على معنى التسامح وأهميته في حياه إنسان

التسامح

   يعد التسامع من أهم مواقف الإجتماعية السائدة التي يجب أن تتوفر على كل الإنسان من غيرتمييز أو صراع الداخلي بين خلق الله. فاليوم نحتاج إلى التجاوز تلك أخطاء الآخرين ومقابلة الإساءة بالإحسان والعفو وحب الخير، والمحبة للناس جميعا و عدم تمييز بينهم سواء في اللون أو الجنس أوالعرق، على خلاف ذلك فالبعض الأشخاص قد ينطق بالتسامح بأقواله وأفعاله، ولكن قلبه يكون ممتلئاً بالحقد والكراهية للشخص الآخر، وهذا لا ينطبق على مفهوم التسامح لأن التسامح يجب أن يكون خارجاً من القلب وملئ بالأخلاق ومحبة الناس.

   التسامح عند الرسول صلى الله عليه وسلام


  فقد كان الرسول  الله صلى الله عليه وسلام يتسم بروح التسامح ومحبة الخير للناس ومن تسامحه أنه  قرر ذات مرة زيارة شخصية لقرية الطائف، الواقعة شرق مكة المكرمة لدعوة سكانها إلى الإسلام لكنهم رفضوا الخضوع، بل ضربوه وطردوه وجعلوه ينزف، فجاء إليه الملك جبريل وقال: «إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين». فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا» (رواه البخاري).

  وكذلك في حديث الأخر عن تسامح قصّة النّبي الكريم مع الأعرابي، فقد حدّث الصّحابي الجليل أنس بن مالك أنّه كان يمشي يوماً مع النّبي عليه الصّلاة والسّلام وهو مُرتدياً عباءة نجرانيّة ثقيلة، فجاء الأعرابيّ إلى رسول الله وشدّه من عباءته حتّى ظهر أثر ذلك في صفحة عنقه، ولم يُقابل النّبي هذا الأمر بالشّدّة أو الغضب، ولم يصرخ في وجه الأعرابي بل التفت إليه واستمع إلى مقالته حينما بيّن رغبته في أن يُعطيه نبيّ الله ممّا أعطاه الله تعالى، فأمر له بعطاء اطمأنّت له نفسه.

  في حديث الآخر يتبين قوة التسامح عند محمد عليه الصلاة والسلام، لما جاء رجل ورفع السيف على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: من يمنعك مني يا محمد؟ قال: الله ثم سقط السيف من يده، ثم أخده النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (من يمنعك مني؟) ثم أخذه إلى أصحابه وأخبرهم الخبر، فتعهد للنبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحاربه، ولا يكون مع قوم يحاربونه، فالتسامح أحرجه وأخذ منه كل قلبه.

تسامح عند الصحابه

كان التسامح بين أصحاب النبي محمد عقيدة أساسية في شخصيتهم وسلوكهم. وعلى الرغم من التحديات والصراعات العديدة التي واجهها الصحابة، فقد أظهروا مستويات ملحوظة من التسامح تجاه بعضهم البعض وحتى تجاه من عارضهم. وكانت قدرتهم على المسامحة متجذرة في فهمهم العميق للتعاليم الإسلامية، التي تؤكد على أهمية الرحمة والرحمة والمصالحة. لقد أدرك الصحابة أن العفو لم يكن علامة ضعف، بل كان مظهرًا من مظاهر القوة والصلاح. لقد فهموا أن إخفاء الاستياء والسعي للانتقام لن يؤدي إلا إلى إدامة الخلاف والعداء، في حين أن التسامح يعزز الانسجام والوحدة داخل المجتمع. ومن خلال تجسيد فضائل المسامحة، قدم الصحابة مثالًا عميقًا للمسلمين ليتبعوه، وألهموا الأجيال لإعطاء الأولوية للتسامح والمصالحة في تفاعلاتهم مع الآخرين.

أهمية التسامح في حياه إنسان

يلعب التسامح دورًا حاسمًا في حياة الإنسان، حيث يعزز السلام الداخلي والشفاء العاطفي والنمو الشخصي. من خلال ممارسة التسامح، يحرر الأفراد أنفسهم من عبء الاستياء والمرارة، مما يؤدي إلى قدر أكبر من الصحة العقلية والعاطفية. علاوة على ذلك، فإن التسامح يعزز العلاقات الصحية ويعزز الشعور بالتعاطف والتفاهم تجاه الآخرين. فهو يمكّن الأفراد من التخلي عن مظالم الماضي، والتسوية بين النزاعات، والمضي قدمًا بإحساس متجدد بالأمل والإيجابية. علاوة على ذلك، فإن التسامح ضروري للحفاظ على الانسجام الاجتماعي وتعزيز ثقافة الرحمة والمصالحة داخل المجتمعات. في نهاية المطاف، يسمح تبني التسامح للأفراد بالتحرر من دائرة السلبية والاستياء، مما يؤدي إلى حياة أكثر إشباعًا وذات معنى.

كيف يمكن ان اسامح

الغفران هو عمل قوي يتطلب الاستبطان والتعاطف والاستعداد للتخلي عن المشاعر السلبية. لكي تسامح، يجب على المرء أولاً أن يعترف ويقبل الأذى أو الإساءة التي سببها الشخص الآخر. يتضمن ذلك السماح للفرد بتجربة ومعالجة المشاعر المرتبطة بالخطأ، مثل الغضب أو الحزن أو الخيانة. بعد ذلك، من المهم تنمية التعاطف مع الشخص الذي تسبب في الضرر، وفهم أنه ربما تصرف بسبب الجهل أو الألم أو عدم الأمان. يمكن أن تساعد ممارسة التعاطف في تحويل التركيز من اللوم والاستياء إلى التعاطف والتفاهم.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب التواصل دورًا حاسمًا في عملية المغفرة. إن التعبير عن مشاعرك وأفكارك للشخص الآخر بطريقة هادئة ومحترمة يمكن أن يسهل التفاهم والحل. قد يتضمن ذلك بدء محادثة أو كتابة رسالة أو طلب المساعدة من وسيط أو مستشار لتسهيل الحوار.

جانب رئيسي آخر للتسامح هو التخلي عن الرغبة في الانتقام أو الانتقام. بدلًا من ذلك، ركز على التخلص من المشاعر السلبية والمضي قدمًا بإحساس بالسلام والانغلاق. هذا لا يعني بالضرورة التغاضي عن الخطأ أو نسيانه، بل يعني اختيار التخلص من التأثير العاطفي الذي يفرضه عليك.

وأخيرًا، فإن ممارسة التسامح مع الذات لا تقل أهمية. أدرك أن الجميع يرتكبون الأخطاء، بما في ذلك أنت، واعترف بأي دور قد تكون لعبته في الموقف. كن لطيفًا مع نفسك واسمح لنفسك بالشفاء من أي لوم أو ذنب ذاتي. في النهاية، المسامحة هي عملية تستغرق وقتًا وصبرًا وجهدًا، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى شفاء عميق وتحرر من آلام الماضي.

  إذا أعجبك موضوع التسامح عند نبي محمد  الرسول صلى الله عليه وسلام لاتتردد      في ترك تعليق الإيجابي لنا

وشكرا لك على القراءة.