الاضطرابات في أثناء الحمل
يحق لكل امرأة حامل إجراء فحوصات وقائية أثناء الحمل لحماية نفسها وطفلها. يتم إجراء هذه الفحوصات عادة في الأشهر الأولى من الحمل، مع تحديد المواعيد كل أربعة أسابيع تقريبًا. مع تقدم الحمل واقتراب موعد الولادة، قد تصبح الفترات الفاصلة بين الفحوصات أقصر، مما يؤدي إلى مواعيد أكثر تكرارا للنساء الحوامل.
تخدم هذه الفحوصات الوقائية أغراضًا متعددة. أولاً، تساعد في مراقبة صحة ونمو كل من الأم والجنين طوال فترة الحمل. من خلال إجراء تقييمات منتظمة، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية اكتشاف أي مشاكل أو مضاعفات محتملة في وقت مبكر، مما يسمح بالتدخلات والعلاجات في الوقت المناسب لضمان أفضل النتائج الممكنة لكل من الأم والطفل.
ثانيًا، تتيح هذه الفحوصات لمقدمي الرعاية الصحية تحديد وإدارة أي حالات صحية موجودة مسبقًا أو مضاعفات مرتبطة بالحمل قد تنشأ. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد فحوصات سكري الحمل وتسمم الحمل وتشوهات الجنين مقدمي الرعاية الصحية على تصميم خطط الإدارة والتدخلات المناسبة للتخفيف من المخاطر وتحسين صحة الأم والجنين.
بالإضافة إلى ذلك، توفر الفحوصات الوقائية للنساء الحوامل معلومات قيمة وطمأنينة حول التقدم الذي تحرزه حملهن. إنها توفر فرصة للأمهات الحوامل لطرح الأسئلة ومعالجة المخاوف والمشاركة بنشاط في صنع القرار فيما يتعلق بالرعاية السابقة للولادة وخطة الولادة.
بشكل عام، يعكس انتظام وتواتر الفحوصات الوقائية أثناء الحمل الأهمية التي تحظى بها مراقبة صحة ورفاهية الأم والطفل طوال هذه الفترة الحرجة. ومن خلال ضمان الوصول إلى الرعاية الشاملة قبل الولادة والفحوصات الوقائية، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تمكين النساء الحوامل من اتخاذ خيارات مستنيرة وتعزيز نتائج الحمل الإيجابية.
من أهم بعض الاضطرابات في أثناء الحمل :
- الإجهاض
إذا ماتت المضغة أو الجنين، وتم طرده قبل الأوان، وكان وزنه أقل من 500 غرام كان هذا إجهاضا. تحدث معظم الإجهاضات قبل الأسبوع 17 من الحمل. حتى الأسبوع 19 من الحمل يبدأ الكلام عن إجهاض مبكر.
وبعد الأسبوع 19 من الحمل عن إجهاض متأخر تظهر المضغة الشديدة في المرحلة الأولى من الحمل إلى الإجهاض، مما تساهم في الإنتاج الإجهاضات المتأخرة نتيجة الإنتفاخ الفوهة الرحمية بشكل مبكر، ويشكل نزيف في الرحم المرأة ويحدت التشوهات على الجنين مما يؤدي به الموت.
- اضطرابات في وظيفة المشيمة
في قصور المشيمة تحدث اضطرابات في وظيفة المشيمة. يختل إمداد الطفل بالأوكسيجين أو بالأحرى بالمواد الغدائية. ويمكن أن ينجم عن التدخين أو الداء السكري على سبيل المثال. وتكون المعالجة حسب السبب في كل الأحوال يجب على الحامل التزام الراحة في الفراش مع المراقبة الطبية.
يسبب ارتفاع الضغط الدموي الناجم عن الحمل في ارتفاع الضغط الدم وإطراح البروتين مع البول واحتباس الماء، بينما تحدث حالة ما قبل الارتعاج التي تترافق مع دوار وصداع.
وفي حالة الارتعاج تظهر اختلاجات وفقدان وعي مهدد للحياة مما يشكل الضغط على الدم على الحامل وكذلك ظهور الإختلالات على مستوى البول، وبالتالي يمكن معالجته بالأدوية الخافضة لضغط الدم والمغنيزيوم، ولابد كذلك من إجراء عملية قيصرية إذا تطلب الأمر.
الفحوص الوقائية
في كل فحص يتم وزن الحامل، ويقاس الضغط الدموي بغية كشف ارتفاع الضغط الدموي المحتمل والناجم عن الحمل، والذي يشكل خطرا على الأم والطفل ويتم إجراء فحص بول لتحري البروتين أو بالأحرى الجراثيم في البول، كما يتم أيضا إجراء فحص نسائي للتأكد من انغلاق الفوهة الرحمية، بحسب ذلك يتم فحص الدم الحامل لجهة وجود أي خطر أو بالأحرى الوقاية من مرض خطير بالنسبة للجنين.
كما يتم تحديد زمرة الدم، وهو أمر هام قبل كل شيء بالنسبة لتنافر الزمر الدموية بين الأم والطفل. إلى جانب ذلك لابد من إجراء ثلاتة فحوص بالأمواج فوق الصوتية عادة لكل حامل بين الأسبوع 9 و 15 وبين الأسبوع 18 و 22 وبين الأسبوع 23 و 30 من الحمل، للتحقق من أن الطفل ينمو بشكل طبيعي، أو بالأحرى لكشف التشوهات، لهذا ننصح بإجراء الفحوصات اللازمة لتأكد من عدم شعورك بالاضطرابات في أثناء الحمل.
التشخيص
يخدم التشخيص قبل الولادة في كشف التشوهات أو الأمراض الخطيرة. والحق أن الفحوص لا تتيح سوى نفي أمراض معينة، علاوة عن ذلك أنه بالكاد يمكن معالجة الأمراض في الرحم ولا يوجد أية معالجة للكثير من الأعراض حتى بعد الولادة.
في الختام، فإن التعرف على الاضطرابات التي قد تنشأ أثناء الحمل أمر ضروري للأمهات الحوامل ومقدمي الرعاية الصحية على حد سواء. في حين أن الحمل هو تجربة طبيعية وممتعة للكثيرين، فإنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى مضاعفات واضطرابات مختلفة تتطلب التعرف والإدارة السريعة. من خلال إدراك العلامات والأعراض وعوامل الخطر المرتبطة بالاضطرابات الشائعة المرتبطة بالحمل مثل سكري الحمل وتسمم الحمل وتشوهات المشيمة، يمكن للأمهات الحوامل اتخاذ خطوات استباقية لحماية صحتهن وصحة أطفالهن.
يعد الاكتشاف المبكر والإدارة المناسبة للاضطرابات المرتبطة بالحمل أمرًا بالغ الأهمية لضمان نتائج إيجابية لكل من الأم والطفل. تلعب الرعاية المنتظمة قبل الولادة، بما في ذلك الفحوصات والمراقبة الروتينية، دورًا حيويًا في تحديد ومعالجة المضاعفات المحتملة في وقت مبكر. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على نمط حياة صحي، واتباع النصائح الطبية، وطلب الرعاية الطبية في الوقت المناسب لأية مخاوف أو أعراض يمكن أن يساعد في تخفيف المخاطر المرتبطة بالاضطرابات المرتبطة بالحمل.