القصر القامة
عند بداية البلوغ، حوالي سن 18 عامًا للذكور و16 عامًا للإناث، تتوقف عملية النمو الطولي في العظام. بالنسبة للذكور، يتوقف النمو تمامًا عند عمر 18 عامًا تقريبًا، ولا يمكنهم زيادة طولهم أكثر، حتى بعد بلوغهم سن البلوغ. ومع ذلك، قد تظل هناك زيادة طفيفة في الطول، عادةً حوالي 3 إلى 5 سنتيمترات على الأكثر، بحلول عمر 21 عامًا، حيث قد تستمر بعض صفائح النمو في الاندماج خلال هذا الوقت. من ناحية أخرى، تعاني الإناث من توقف مماثل في النمو في سن 16 عامًا تقريبًا، والذي يتزامن مع اكتمال سن البلوغ. بعد هذا العمر، لا تنمو الإناث بشكل عام بشكل أطول، لأن صفائح النمو الخاصة بها قد انغلقت. يتم تحديد هذا الحد من الارتفاع المحتمل من قبل متخصصي العظام وجراحي العظام بناءً على العمليات الفسيولوجية لنمو العظام ونضجها.
كل شخص يتمنى أن يكون له جسم جميل متناسق الطول مع الوزن لكن الذي يحدث تجد شخص يعاني من السمنة وشخص أخر يعاني من قصر العامة وعند القول بأن فلان قصير القامة نعني أن طوله لا يتناسب مع وزنه بحيت يكون يكون شكله غير طبيعي مثل أقزام مثلا.
المشكلة التي قد يعاني منها البعض هي قصر القامة الناتجة عن بعض الأمور وأسباب سنتطرق إليها في هذه المقالة وسنتحدت عن هذه الأمور بالتفصيل إنشاء الله.
أسباب القصر القامة
- العامل الوراثي
يمكن أن ينجم تأخر نمو العظام عن عوامل وراثية موروثة إما من الأب أو الأم، ويعتبر العامل الأكثر أهمية في تحديد أقصى ارتفاع يمكن أن يصل إليه الإنسان أثناء النمو. تلعب الوراثة دوراً هاماً في نمو جسم الإنسان، سواء كان ذلك يتضمن زيادة أو نقصان في الطول. تؤثر الجينات الموروثة من الوالدين على جوانب مختلفة من نمو العظام، بما في ذلك معدل نمو العظام، وتوقيت طفرات النمو، وإمكانية الطول النهائي.
تساهم العوامل الوراثية في تنظيم إنتاج هرمون النمو وحساسية خلايا العظام لهذه الهرمونات، والتي تحدد في النهاية سرعة ومدى نمو الهيكل العظمي. يمكن أن تؤثر الاختلافات في جينات معينة على كثافة العظام وبنيتها وتمعدنها، مما يؤثر على صحة العظام بشكل عام وإمكانات النمو.
بالإضافة إلى التأثيرات الوراثية، تلعب العوامل البيئية مثل التغذية والنشاط البدني والتوازن الهرموني والصحة العامة أيضًا أدوارًا مهمة في نمو العظام وتطورها. إن تناول كميات كافية من العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم وفيتامين د والبروتين، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، يدعم صحة العظام ونموها الأمثل. وعلى العكس من ذلك، فإن عوامل مثل الأمراض المزمنة والاختلالات الهرمونية وسوء التغذية يمكن أن تعيق نمو العظام وتؤدي إلى تأخر النمو.
- الغدة النخامية
الغدة النخامية الموجودة بأسفل المخ هي المسؤولة عن إفراز هرمون نمو الجسم فإذا زاد إفراز هذا الهرمون عن الحد المطلوب سبب مشاكل للجسم وإذا قل سبب مشاكل أيضاً في الجهاز العصبي لجسم الإنسان، كما أن النمو المتكامل لجسم الإنسان يتم في حالة كانت جميع الغدد تقوم بعملها بشكل جيد فالغدة النخامية تفرز هرمون هو الذي يساعد على نمو العظام والخلايا وأي تقصير في إفراز هذا الهرمون يؤثر في نمو جسم الإنسان سواء زيادة أو نقصان.
- الهرمون النمو
خلال مرحلة الطفولة، يكون إفراز هذا الهرمون أكثر وضوحًا، مما يساهم بشكل كبير في نمو وتطور العظام والعضلات. ومع وصول الإنسان إلى سن الثلاثين، يبدأ إنتاج هذا الهرمون بالانخفاض، مما يؤدي إلى انخفاض نمو الجسم بشكل عام. إلا أن الغدة النخامية لا تفقد قدرتها على إفراز هرمون النمو بشكل كامل؛ لا يزال من الممكن تحفيزه لإطلاق هذا الهرمون إذا لزم الأمر. ولذلك يلعب هرمون النمو دوراً حاسماً في تقوية العظام وتحفيز الخلايا المسؤولة عن تطويل العظام ونمو العضلات.
- التغدية الصحية
لكي نستطيع الحصول على قامة طويلة، يجب المحافظة على التعدية الصحيحة، حيث أنه لابد من أكل أغذية غنية بالكالسيوم لتقوية العظام، مع أكل أغذية تحتوي على فيتامين د ومنها السمك وغيره، لأنها تقوي العضلات وتساعد على نمو العظام والخلايا، إن حصول أجسامنا على الغذاء الذي يحتوي على كامل المواد الغذائية اللازمة من فيتامينات وسكريات وأملاح يوفر لنا نمواً سليماً.
يُعتبر النظام الغذائي المُتوازن والصحّي، والغنيّ بالبروتين والكالسيوم، عاملاً مُهمّاً في نموّ الطّفل وزيادة طوله، فنظام غذائي غير مُتكامل لن يجعل نموّ الطفل طبيعيّاً، ولن يصل إلى أقصى طول يُمكن أن يبلغه عند نموّه.
استخدام مكملات غذائية تحتوي على الزنك لكونه يحفز العدة النخامية على إفراز بروتين يساعد على بناء الجسم وتقوية العظام، كما يوجد الزنك في المنتجات الحيوانية كاللحوم الحمراء والدجاج والبيض والسمك والجبن والفستق والجور واللوز والبقوليات. وكذلك ينصح الأطباء بشرب حليب مخلوط فيه فص أو فصين من الثوم المفروم ناعم.
خاتمه
إن فهم أسباب قصر القامة يمكن أن يكون متعدد الأوجه، بدءًا من العوامل الوراثية إلى التأثيرات البيئية. يلعب الاستعداد الوراثي دورًا مهمًا، حيث يرث الأفراد سمات الطول من والديهم. الاختلالات الهرمونية خلال مراحل النمو، مثل النقص في هرمون النمو أو هرمون الغدة الدرقية، يمكن أن تعيق أيضًا تحقيق الطول الأمثل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر بعض الحالات الطبية، مثل متلازمة تيرنر أو نقص هرمون النمو، على أنماط النمو. يمكن أن يؤدي نقص التغذية، وعدم كفاية السعرات الحرارية، والأمراض المزمنة أثناء الطفولة إلى إعاقة النمو. علاوة على ذلك، يمكن للعوامل الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك الوصول إلى الرعاية الصحية والتغذية السليمة، أن تؤثر على نتائج النمو. يعد تحديد ومعالجة الأسباب الكامنة وراء قصر القامة خطوات أساسية في توفير التدخلات المناسبة والدعم للأفراد المتضررين.
لا تنسى تعليق مميز لنا
وشكرا