نتاج القلب وتنظيمه، قصور القلب
يدق القلب عند الإنسان السليم في حالة الراحة حوالي 35 مرة في الدقيقة، ويضخ في كل تقلص حوالي 45 ملم من الدم إلى الدوران الدموي العام وإلى الدورة الرئوية أيضا حجم الضخة. وإذا أردنا معرفة كمية الدم التي تضخ إلى الدوران الدموي خلال الدقيقة واحدة نقوم بضرب تواتر القلب بحجم الضخة؛ وتبلغ هذه كمية عند الإنسان الراشد السليم حوالي 5 ملم من الدم، وتسمى الحجم القلبي في الدقيقة.
تنظيم نتاج القلب
تتزايد حاجة خلايا الجسم من الأوكسيجين في حالة الإجهاد الجسدي والنفسي، وبالتالي يجب على القلب أن يضخ المزيد من الدم إلى الدوران الدموي العام. وهذا ما يحصل عن طريق زيادة تواتر القلب وحجم الضخة. ويتم توجيه رفع نتاج القلب عن طريق الودي والعصب.
يعد الودي الوارد من النخاع الشوكي إلى القلب مسؤؤلا عن رفع نتاج القلب، بينما يثبط العصب المبهم نتاج القلب. والأعصاب القلب ثلاثة أنواع من التأثير على أداء القلب؛ توجه سرعة ضربات القلب وتؤثر في شدة تقلصات القلب.
كما أن القلب نفسه بعض التأثير على تنظيم حجم الضخة. فعند ارتفاع الضغط في الأبهر، لا يمكن للقلب أن يضخ كل الدم المتجمع في البطين الأيسر إلى الدوران الدموي العام، بل يتبقى بعض منه، وينجم عن ذلك تمدد في العضلة البطينية.
ضعف عضلة القلب
تضعف عضلة القلب في قصور القلب بحيث لا يعود بإمكانها الإتيان بالأداء الضخي الكامل. ونميز بين قصور القلب الأيسر، الذي يؤدي إلى عدم إمداد الأعضاء بما يكفي من الدم، بينما قصور القلب الأيمن، الذي تصل فيه إلى الدورة الرئوية كمية من الدم أقل مما ينبغي، في حين أن قصور القلب العام، الذي يصاب فيه نصفا القلب كلاهما.
أسباب قصور القلب ( ضعف القلب )
من أسباب قصور القلب الأيسر ارتفاع الضغط الدموي والعيوب الصمامية بالدرجة الأولى، أما قصور القلب الأيمن فينجم غالبا عن ارتفاع المقاومة في الدورة الرئوية في الربو القصبي، ومن بين الأعراض الموجهة إلى قصور القلب الأيسر ضيق التنفس، جراء وذمة الرئة وخفقان القلب واضطرابات نظم القلب.
أما علامات قصور القلب الأيمن احتباس الماء في الجسم، وخصوصا في منطقة الكاحلين. كما يحدث تلون في كل من الشفتين وأظافر اليدين والأغشية المخاطية باللون الأزرق المحمر كنتيجة لنقص الأوكسيجين في الدم.
معالجة قصور القلب
قصور القلب، المعروف أيضًا باسم قصور القلب الاحتقاني (CHF)، هو حالة مزمنة تتميز بعدم قدرة القلب على ضخ الدم بشكل فعال لتلبية احتياجات الجسم. يمكن أن ينجم عن حالات كامنة مختلفة مثل مرض الشريان التاجي أو ارتفاع ضغط الدم أو اعتلال عضلة القلب. تتضمن إدارة قصور القلب اتباع نهج متعدد التخصصات يهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة ومنع تطور المرض.
أحد الجوانب الرئيسية لعلاج قصور القلب هو العلاج الدوائي. يتم وصف عدة فئات من الأدوية عادة لإدارة الأعراض وتحسين وظائف القلب. قد تشمل هذه الأدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، وحاصرات بيتا، ومدرات البول، ومضادات الألدوستيرون. تساعد مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات بيتا على استرخاء الأوعية الدموية وتقليل ضغط الدم وتقليل عبء عمل القلب. تساعد مدرات البول على إزالة السوائل الزائدة من الجسم، مما يقلل التورم ويخفف من صعوبات التنفس. تساعد مضادات الألدوستيرون على منع احتباس الصوديوم وتراكم السوائل.
بالإضافة إلى الأدوية، تعد تعديلات نمط الحياة ضرورية لإدارة قصور القلب. غالبًا ما يُنصح المرضى باتباع نظام غذائي صحي للقلب منخفض الصوديوم والدهون المشبعة لتقليل احتباس السوائل وخفض ضغط الدم. يتم أيضًا تشجيع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، على الرغم من أن المرضى قد يحتاجون إلى البدء بأنشطة منخفضة الكثافة وزيادة شدتها تدريجيًا تحت إشراف طبي.
تعد مراقبة وإدارة تناول السوائل والوزن أمرًا بالغ الأهمية للأفراد الذين يعانون من قصور القلب. غالبًا ما يُنصح المرضى بتتبع تناولهم اليومي للسوائل ووزن أنفسهم بانتظام لاكتشاف أي علامات لاحتباس السوائل أو زيادة الوزن، مما قد يشير إلى تفاقم قصور القلب.
في الحالات المتقدمة من قصور القلب، قد تكون هناك حاجة لإجراءات جراحية أو عمليات جراحية. قد يشمل ذلك زرع أجهزة مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب، أو أجهزة إزالة الرجفان القلبية المزروعة (ICDs)، أو أجهزة مساعدة البطين (VADs). في الحالات الشديدة، يمكن النظر في زراعة القلب للمرشحين المؤهلين.
يلعب التعليم والدعم دورًا مهمًا في إدارة قصور القلب. يجب أن يتلقى المرضى ومقدمو الرعاية لهم تعليمًا شاملاً حول حالتهم والأدوية والقيود الغذائية وتقنيات الرعاية الذاتية. تعد مواعيد المتابعة المنتظمة مع مقدمي الرعاية الصحية ضرورية لمراقبة التقدم وتعديل خطط العلاج حسب الحاجة ومعالجة أي مخاوف أو مضاعفات على الفور.
خاتمه
يمكن أن يحدث فشل القلب، وهو حالة لا يتمكن فيها القلب من ضخ الدم بشكل فعال، بسبب عوامل مختلفة بما في ذلك مرض الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم واعتلال عضلة القلب واضطرابات صمامات القلب. يمكن أن تؤدي هذه الحالات الأساسية إلى تلف عضلة القلب أو إضعافها، مما يضعف قدرتها على العمل بشكل صحيح.
لا تنسى تعليق مميز لنا
وشكرا