الشيخوخة
تبدأ عملية الشيخوخة في جسم الإنسان عند الولادة وتستمر بلا هوادة طوال الحياة. تصاحب الشيخوخة العديد من التغيرات الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى تحولات في الحياة الاجتماعية مع تقدم الأفراد في العمر.
جسديًا، تظهر الشيخوخة غالبًا بطرق مختلفة. على سبيل المثال، هناك انخفاض تدريجي في وظائف الجسم وأنظمة الأعضاء، بما في ذلك انخفاض كتلة العضلات، وانخفاض كثافة العظام، وانخفاض الإدراك الحسي مثل الرؤية والسمع. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما ترتبط الشيخوخة بتطور الحالات الصحية المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل والتدهور المعرفي.
إليك بعض التغيرات التي تطرأ عند الإنسان حينما يبلغ السن الشيخوخة
- نظريات الشيخوخة
من غير الواضح حتى الآن لماذا تشيخ العضوية ومع ذلك يتم الانطلاق من أن الحد الأقصى لعمر المتوقع للفرد محدد سلفا في المادة الوراثية. ووفقا لذلك هناك جينات الشيخوخة تتحكم في حدثية الشيخوخة.
وليس من الواضح بعد متى تتفعل هذه الجينات أو بالأحرى ما إذا كان يتم إطلاق حدثية الشيخوخة، لأن الجينات قد تضررت جراء مؤثرات داخلية أو خارجية. والواضح هو أن الخلايا لا تستطيع الانقسام بلا حدود بعد عدد معين من الانقسامات تصاب بالإنهاك ويعتقد أن عدد الانقسامات مقررة ورثيا.
- العمر المتوقع
صحيح أن عمر الإنسان يتعلق بنمط حياته، ولكن الحد الأقصى للعمر المتوقع لا يتجاوز 110 سنة. على حد علمنا، إلا في حالات استثنائية. والحق أن الناس في أوروبا الغربية تزداد أعمارهم يسبب الظروف الصحية الجيدة والخدمة الطبية المتقدمة والتغدية الكافية. وهكذا يبلغ متوسط العمر في نهاية القرن العشرين حوالي 75 سنة، في حين لم يتجاوز في القرن التاسع عشر 65 سنة، ولكن نتيجة ارتفاع العمر المتوقع يزداد عدد الناس المحتاجين إلى الرعاية.
يتم التمييز بين العمر الزمني والعمر الحيوي بحيت يعطي العمر الزمني عمر الإنسان بالأرقام ويصف العمر الحيوي الحالة الجسدية وقد يكون أكبر أو أصغر من العمر الزمني.
- التغيرات في الشيخوخة
مع التقدم في العمر تحدت التغيرات جسدية ونفسية ولا تعود الأعضاء تعمل بالجودة عالية كما كانت في السنوات الشباب ويعود ذلك إلى تضيق وتصلب متزايد ببطئ في الشرايين، كما تستهلك المفاصل أيضا وتنقص كتلة العظام وكتلة العضلية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تحددات حركية تضعف وظيفة الكليتين أيضا، وهذا يساهم في التغيرات واضطرابات الشخصية عند الإنسان، مما يجب أخده بالحسبان عند تحديد الجرعة الدوائية كي لا تحدث ظواهر تسمم.
- الشيخوخة عند المرأة
تحدت الشيخوخة عند المرأة على الأقل. اضطرابات خطيرة في التوازن الهرموني، خصوصا في غضون سن اليأس يتوقف إنتاج المبيضان تدريجيا مع إنتاج الهرمون الجنسي أستروجين. بذلك يزداد الجفاف مخاطبة المهبل وتصبح أكثر رقة، وتحدت تغيرات في المجرى البولي أيضا، مما قد يؤدي أحيانا إلى سلس البول.
- الأعضاء التناسلية عند الرجل
أما الأعضاء التناسلية عند الرجل فتواصل إفراز التستوستيرون. وما قد يؤثر الآن على الجنس والتغيرات الهرمونية وحسب، بل تخف بشكل عام قابلية إثارة الأعضاء التناسلية مع التقدم في العمر، بيد أن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يستمر الجنس حتى العمر المتقدم.
- التغيرات الأخرى
تطال التغيرات الأخرى التي تصاحب حدثية الشيخوخة جهاز المناعة وأعضاء الحواس ولا تعود الخلايا تتكون بشكل كاف، بحيت يزداد الاستعداد للإصابة بالأخماج ويضعف السمع لموت الخلايا الحسية المسؤؤلة عن السمع. ويظهر عند معظم الناس مد بصر شيخي، وذلك لتغير عدستي العينين، كما أن حاسة الذوق والشم تفقدان حدتهما في الشيخوخة. فضلا عن أن الإحساس بالألم يخف بدوره.
في الختام، الشيخوخة هي عملية طبيعية وحتمية تؤثر على كل فرد. ويتميز بالعديد من التغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تحدث طوال الحياة. في حين أن الشيخوخة تجلب معها مجموعة من التحديات الخاصة بها، إلا أنها أيضًا وقت للحكمة والخبرة والنمو الشخصي. من خلال تبني عادات نمط الحياة الصحية، والبقاء نشطين عقليًا واجتماعيًا، والسعي للحصول على الدعم عند الحاجة، يمكن للأفراد اجتياز عملية الشيخوخة بنعمة والحفاظ على نوعية حياة عالية الجودة في سنواتهم اللاحقة. في نهاية المطاف، لا ينبغي لنا أن ننظر إلى الشيخوخة باعتبارها تراجعا، بل باعتبارها فرصة للتعلم المستمر، واكتشاف الذات، وتحقيق الذات.
لا تنسى تعليق محفز لنا
وشكرا