تعريف الانفعالات
وتثار العواطف أو المشاعر بمحفزات خارجية من جهة، بينما يلعب إدراك الفرد للموقف دوراً من جهة أخرى. تتم مقارنة الظروف بتجارب سابقة، مما يؤدي إلى انفعالات مشابهة لتلك التي حدثت في الأحداث السابقة. هذا التفاعل بين المحفزات الخارجية والتقييم الداخلي يشكل الاستجابة العاطفية لمختلف المواقف. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر العوامل الثقافية والمجتمعية على كيفية التعبير عن المشاعر وتفسيرها. إن فهم هذه الديناميكيات يمكن أن يساعد الأفراد على إدارة عواطفهم بشكل أفضل والتنقل في التفاعلات بين الأشخاص بشكل فعال. يلعب الذكاء العاطفي، الذي يتضمن التعرف على عواطف الفرد وفهمها وتنظيمها، بالإضافة إلى التعاطف مع مشاعر الآخرين، دورًا حاسمًا في الحفاظ على علاقات صحية ورفاهية عامة.
من بين أنواع وأشكال الانفعالات نذكر ما يلي :
الانفعالات
لا تظهر العواطف في العقل فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى تغييرات فسيولوجية. على سبيل المثال، الشعور بالحرج يمكن أن يسبب احمرار الوجه. ومع ذلك، يرى الكثير من الناس أن التغيرات الفسيولوجية ثانوية، على الرغم من أنها يمكن أن تزيد من حدة المشاعر. على سبيل المثال، يمكن أن يساهم معدل ضربات القلب المتزايد في ما نعتبره عادةً خوفًا. هذه الاستجابات الفسيولوجية هي جزء من آلية تكيف الجسم مع المحفزات العاطفية، والتي يشار إليها غالبًا باسم استجابة "القتال أو الهروب". إن فهم العلاقة بين العواطف والأحاسيس الجسدية يمكن أن يساعد الأفراد على إدارة استجاباتهم العاطفية بشكل أفضل والتعامل مع المواقف العصيبة. إنه يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين العقل والجسد، ويسلط الضوء على أهمية النهج الشامل للرفاهية العاطفية.
الخوف
يعتبر الخوف من أهم الانفعالات على الإطلاق، فهو يتيح للمرء التعرف على الأخطار وتجنبها أو مواجهتها. كما أنه يرفع من مستوى انتباه المرء عندما يتملكه الشعور أنه في موقف خطر، ولكن الخوف المفرط قد يسبب صفو الحياة أيضا.
يوجد عديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب خوفي، وهذا يعني أن خوفهم من الظروف أو الأشياء أو الأشخاص كبير على نحو غير مناسب مقارنة مع الاستجابة الطبيعية، وبالتالي لا يعود بإمكان أحدهم مغادرة المنزل الآن خوفا من التواجد بين الناس أكبر مما ينبغي.
تجدر الإشارة إلى مثل هذه الحالة اتباع معالجة النفسية يحاول فيها المصاب التغلب على خوفه بمساعدة طرق مختلفة في معالجة السلوكية مثلا عن طريق تغيير وجهات النظر والتقييمات وعن طريق تعلم طرق الاسترخاء.
الحزن
أما الحزن فهو انفعال يطرأ إثر فقدان أو خسارة الأشخاص أو الظروف الحياتية أو حتى الأشياء وكذلك الانفصال. وتظهر نتيجة هذا فقدان مشاعر قوية واستجابات جسدية في الغالب أيضا، ومن ذلك مثلا الشعور شديد بالحزن، وغالبا خوف أو غضب أو الشعور بالوحدة من الناحية الجسدية فقدان شهية واضطرابات نوم على سبيل المثال.
العدوان
يقصد بالعدوان سلوكا هجوميا (جسديا أو كلاميا) إزاء أشياء أو كائنات حية ويبرز مرتكزات مختلفة لتفسير ظهور العدوان كما أن هناك النظرية القائلة تقول أن العدوان دافع فطري عند كل إنسان، إنما يتباين وضوحه وبروزه بشدة من شخص لآخر.
تنطلق نظريات أخرى أن العدوان نتيجة معايشات سلبية شاعت مند فترة طويلة، أضف إلى ذلك، أن عدوانية الإنسان تزداد مع ازدياد احتكاكه أو اتصاله بأشخاص عدوانيين، كما أن وسائل الإعلام أيضا قد تؤجج العدوان بما تقدمه من عروض تمجد العنف.
الدافع
يقصد بالدافع الطاقات التي تحمل الإنسان على قيام بفعل محدد تماما وبشكل هادف ونميز بين دوافع تصدر عن حاجات حيوية أساسية (البحث عن الغداء لإسكات الجوع على سبيل المثال) وأخرى ذات منشأ نفسي أو اجتماعي، بحسب ذلك يمكن لدافع النفسي أن يقوم بفعل محدد في الشخص ذاته مثل الخوف أو القلق مثلا، بينما يرتبط الدافع الاجتماعي دائما بأفراد آخرين، فقد يتمثل الدافع الاجتماعي مثلا بالسعي إلى الحصول على اعتراف أشخاص معينين واستحسانهم.
مع أن النظرية تميز بين الدوافع المختلفة، إلا أن الدوافع تظهر في التطبيق سوية ( الدوافع النفسية والاجتماعية قبل كل شيء) وغالبا ما يلعب الدافع الحيوي دورا مهما في تحفيز الرغبات الإنسان.
في الختام، تعتبر العواطف جزءًا لا يتجزأ من التجربة الإنسانية، فهي تشكل تصوراتنا وسلوكياتنا وتفاعلاتنا مع العالم من حولنا. على الرغم من أنها معقدة ومتعددة الأوجه في كثير من الأحيان، إلا أن العواطف توفر رؤى قيمة لذواتنا الداخلية وتكون بمثابة محفزات قوية للعمل. إن فهم عواطفنا وإدارتها بشكل فعال يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الرفاهية والعلاقات الصحية وتحقيق قدر أكبر من الإنجاز الشامل في الحياة. إن احتضان ثراء مشهدنا العاطفي يسمح لنا بالتنقل بين صعود وهبوط الحياة بمرونة وأصالة أكبر، مما يؤدي في النهاية إلى وجود أكثر توازناً وإشباعًا.
لا تنسى تعليق محفز لنا
وشكرا